الكلفة المنخفضة للطاقة المتجددة التي مكنت العالم من تقليص انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري على مدار العقد الماضي، مازالت تنخفض وهي أنباء جيدة لمساعي معالجة تغير المناخ. والآن، يأتي الهيدروجين الذي يمثل تكنولوجيا جديدة حيوية ليقدم سبباً إضافياً للتفاؤل بشأن التقدم المتوقع. ولأول مرة هذا العام، تُدخل شركة لازارد للاستشارات المالية، الهيدروجين في تحليلها السنوي لكلفة الطاقة المقارنة بين تكنولوجيات الطاقة المتجددة المختلفة وتوليد الطاقة من الوقود الأحفوري التقليدي. 
وعلى مدار 12 عاماً أجرينا خلالها هذه الدراسات، تقلصت بشكل كبير كلفة (الميجاوات على الساعة) المنتجة عبر تكنولوجيا الطاقة المتجددة التي أقيمت حديثاً، والعام الماضي لم يكن استثناء. فمن عام 2009 إلى عام 2019، تقلصت كلفة إنتاج الطاقة الشمسية بطريقة الإنتاج الكبير بواقع 89%، وانخفضت العام الماضي 9% أخرى. وانخفضت كلفة إنتاج الطاقة من الرياح على اليابسة 2% العام الماضي، بعد أن انخفضت 70% على مدار العقد الماضي. وهذا التقلص مهم للغاية، لأنه دون إعانات اتحادية، أصبحت طاقة الشمس والرياح أقل كلفة من الفحم وتكنولوجيا الطاقة النووية وتكنولوجيا الدورة المركبة في الغاز. وإذا أضيفت الكلفة الاقتصادية لانبعاثات الكربون من الوقود الأحفوري، ستصبح الأفضلية أكبر لصالح إنتاج الطاقة من الموارد المتجددة. 
وأضاف تطوير الهيدروجين الكثير للتوقعات المذهلة للطاقة النظيفة. والهيدروجين، باعتباره وقوداً صديقاً للمناخ يمكن استخراجه من عملية توليد طاقة متجددة، من المحتمل أن يجري إحلاله محل الغاز الطبيعي في إنتاج الطاقة. وفي تقييم كلفة الهيدروجين، أجريت دراسة لمقارنة الهيدروجين «الأزرق» المنتج بطريقة إصلاح البخار لفصل الميثان عن الهيدروجين، وبين الهيدروجين «الأخضر» المنتج عن طريق محلل كهربائي يعمل بالرياح على اليابسة وتوليد الطاقة الشمسية بطريقة الإنتاج الكبير، لأن التكنولوجيات تحقق فارقاً في مدى ما يستطيع الهيدروجين به تقليص انبعاثات الكربون.
واستخدام الهيدروجين الأزرق في محطة توليد طاقة بالدائرة المركبة يقلص الانبعاثات بنسبة 90%، مقارنة باستخدام الغاز الطبيعي في توليد الطاقة. والهيدروجين الأخضر يتخلص من الانبعاثات كلياً. ومن المؤكد، بناء على التكنولوجيا المتوافرة حالياً، أن يستتبع تقليص انبعاثات الكربون كلفة وقود أكبر من كلفة الغاز الطبيعي وحده، مع الأخذ في الاعتبار الكلفة المرتفعة لإنتاج الهيدروجين. لكن مع تحسن تكنولوجيا إنتاج الهيدروجين وتحولها إلى الاستخدام على نطاق أوسع، قد تتقلص الكلفة. وذات يوم قريب، قد يتحقق التقليص الشديد في الانبعاثات المرتبط باستخدام الهيدروجين بكلفة أقل، خاصة مع فرض ضريبة على انبعاثات الكربون. 

وللهيدروجين فائدة كبيرة أخرى، وهي أنه يمكن تخزينه بكفاءة لشهور طويلة. وهذا يعني أنه يمكن المساعدة في معالجة مشكلة تقطع طاقتي الرياح والشمس. فمن خلال استيعاب الطاقة الزائدة أثناء فترات التوليد الشديدة للطاقة المتجددة وتوفيرها كوقود حين تعمل الموارد المتجددة بشكل أقل، يستطيع الهيدروجين أن يمثل بديلاً لبطاريات التخزين المكلفة أو الوقود الأحفوري المستخدم كبديل احتياطي للتغلب على التذبذبات. والهيدروجين يحمل آمالاً كبيرة في عملية الانتقال إلى الطاقة المتجددة. وسيكون من الحكمة أن يوسع أصحاب القرار السياسي والمسؤولون عن المرافق والمشاركون الآخرون في سوق الطاقة استخدام الهيدروجين مع مرور الوقت. ومع استمرار كلفة كل صور الطاقة المتجددة في التراجع، سيصعد الهيدروجين باعتباره قوة جديدة فاعلة لتفادي تغير المناخ.
*المدير السابق لمكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض 
**رئيس قسم الطاقة والبنية التحتية في شركة لازارد. 
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»